الدولة : عدد الرسائل : 42620تاريخ التسجيل : 01/12/2008المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
موضوع: ثقافة الاعتذار الأربعاء 11 يونيو 2014 - 22:08
كان لدى جدي لأمي، صندوقاً خشبياً مزخرفاً، يحتفظ فيه، باشياء تعكس مدى علاقته بالاشياء الصامتة في خدمته!
الفانوس!
من هذه المقتنيات، قنديل شعبي جميل، طالما صاحبه، واصطحبه، ككل المجايلين له! ما أن رأيت هذا الفانوس التاريخي؛ حتى تذكرت قصة مصباح علاء الدين، الذي كان يحكه؛ ليظهر الجني، الذي كان ينفذ أي رغبة تراوده! لا أعرف كيف تملكتني أمنية أن أحصل على آلة الزمن الخيالية للسفر عبر الزمن، التي اخترعها الكاتب هربرت جورج، وصورها المخرج سيمون ويلز؛ لأضع العالم بين يديّ! صوت ما أعرفه همس في اذني، بهذه الكلمات: "ان لكل إنسان آلة زمن خاصة به: يعود إلى الماضي بالذكريات، ويعيش المستقبل البعيد من خلال أحلامه"! وبينما كنت أنتبه إلى هذا الصوت الآتي من الماضي، أكمل حديثه، وقال: "ان لديك جنياً أقوى وأعظم بكثير من هذا بداخلك الآن، وهو مستعد لتفيذ كل ما تأمر به. ولكن لو انك لم تكن تدرك هذا، فلعله كان نائماً منذ سنوات عديدة، وآن أوان إيقاظه"! هذا الصوت كان صوت جدي.. وان مات يتكلم بعد!...
ثقافة الاعتذار!
في اليابان، كثيراً ما تشاهد يابانيين ينحنون وهم يعتذرون أثناء مكالماتهم عبر الهواتف المحمولة في الشوارع، والميادين.. يعتذرون بكل صدق وإحساس لمن يتكلمون معه عبر الهاتف، وكأنهم يرونه! تتلفت في مجتمعاتنا العربية، تبحث عن وجه بعيد يعتذر، فإذا الاعتذار نادراً.. نادراً.. بندرة الأشياء الثمينة! هل للاعتقاد السائد أن من يعتذر هو متواضع، ومنافق، وضعيف؟.. أم لأننا نعتبر الاعتذار، بمثابة الخطوة المهلكة التي لا يجرؤ كبرياؤنا على خطوها، وهي اهانة للنفس؟.. أم لأننا لا نعترف باننا لسنا معصومين عن الخطأ، ولا نقر بالذنب لنعترف به؟.. أم لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسئولية تجاه تصرفاتنا، وتحمّل سيئات أوزارها؟.. أنا أعتذر.. أنا آسف.. كلمتان.. لو استطعنا الافلات من استصعاب النطق بهما، واطلقنا سراحهما، باخلاص، صدق؛ لذاب الغضب، ولداوينا قلباً محطماً، أو كرامة مجروحة، ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات الإنسانية المتصدعة! الاعتذار، لا يبدر إلا عن شخصية تتمتع بالجرأة والشجاعة الاخلاقية، ومراجعة النفس في كلمة آسف! الاعتذار، هو ذلك الشيء ، الذي غالباً ما يكون كالبلسم الذي يشفي أسقامنا، وآلامنا! الاعتذار، هو بمثابة الفعل النبيل والكريم، الذي يعطي كل علاقة بين شخصين الأمل في التجديد، والاستمرارية! الاعتذار، هو العطر الجذاب، الذي يحوّل أكثر اللحظات حماقة إلى هدية رائعة! من يريد أن يصبح وحيداً؛ فليتكبر، وليتجبر، وليعيش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه! ومن يريد العيش مع الناس، يرتقي بهم.. لا عليهم.. فليتعلم رقي، وسمو، ورقّة الاعتذار!..
الدولة : عدد الرسائل : 50905تاريخ التسجيل : 08/12/2007المزاج : بطاقة عضوية :
موضوع: رد: ثقافة الاعتذار الخميس 12 يونيو 2014 - 0:34
الاعتذار، هو بمثابة الفعل النبيل والكريم، الذي يعطي كل علاقة بين شخصين الأمل في التجديد، والاستمرارية! الاعتذار، هو العطر الجذاب، الذي يحوّل أكثر اللحظات حماقة إلى هدية رائعة!